فوائد ومخاطر من حرب الجيش ضد القاعدة !!

بينما كان الاخوان المسلمون في اليمن يحاولون زج الجيش في حرب مع انصار الله بمحافظة عمران وصنعاء جاء ت الحرب التي يخوضها الجيش ضد القاعدة في الجنوب لتؤكد مقولة انقلاب السحرعلى الساحر وذلك من خلال تصويب الجيش سهامه ضد القاعدة بدلا عما كان يريد له الاخوان تجاه ابناء عمران وانصار الله

خطاب هادي الذي ربما كان من احد دوافع القاءه الضغوطات المتزايدة من قبل الاخوان على الرئيس هادي لتنفيذ رغباتهم منها زج الجيش في حرب مع انصار الله واستكمال اخونة الدولة في بقية مفاصلها ومؤسساتها حتى وصلت الى مرحلة التهديد والتهديد المتبادل بينهما كما نشرت بعض الصحف المحلية

استطيع القول بأن خطاب السيد عبدالملك الحوثي قبل الاخير ( والذي جاء بعد هزيمة القاعدة في دماج وكتاف ) وذكر فيه مخطط نشر القاعدة وبناء معسكرات لهم في مأرب والبركة في على محسن كان بداية لوضع الامور في نصابها وتوجيه انظار الشعب الى الخطر الحقيقي الذي يحيق بهم وبالبلد وكان ايضا نقطة تحول لصالح الشعب ضد المخطط الخارجي الرامي لتحويل اليمن الى سوريا اخرى عبر استيراد القاعدة من هناك الى اليمن

ليس هذا الخطاب كما قد يقول البعض بان الحملة العسكرية ثمرة من ثماره ولكن هذه المرة اتفقت الدولة وجميع المكونات في اليمن ( ما عدا الاخوان المسلمين ) على الخطر الحقيقي وفي هذا فائدة من هذه الحرب واشارة طيبة نتمنى ان يتم الاستمرار على هذا التوافق في بقية القضايا الوطنية التي تهم الجميع بدلا عن الدخول في صراعات جانبية او اصطناع اعداء وهميين من ابناء البلد .. ام ان الحرب على العناصر الاجنبية المدمرة للبلد حراما ؟ بينما الحرب ضد مواطنين يريدون التغيير السلمي واجب ؟ كما يريد الاخوان

هذه الحرب نتمنى ان تستمر وبدعم شعبي ورسمي حتى القضاء عليها وان لا تتوقف في مرحلة ما لاعتبارات او مكاسب سياسية داخلية او خارجية كما كان معروف في السابق

ومن الفوائد ايضا كشف حقيقة الاخوان المسلمين وعلاقتهم بالقاعدة من خلال محاولة توسط حزب الاصلاح لدى هادي بايقاف الحرب ضد القاعدة ، وتعاملهم الاعلامي بوصفهم مسلحين وليسوا جماعات ارهابية وقاعدة ، ( بينما يصفون ابناء المحافظات الشمالية بالمليشيات ) وهذا يجعل الجميع بحاجة الى مراجعة للماضي فيما يخص عمليات القاعدة وحروبها في دماج وكتاف والرضمة وابين وغيرها وكل تحركاتها وتصريحات قيادات الحراك الجنوبي عنها لفهم خيوط المؤامرة بشكل اكبر

اما المخاطر التي ينبغي على الشعب معرفتها والحذر منها في التالي :-

1-      زيادة التدخل العسكري الامريكي في اليمن واستقدام اعداد جديدة من المارينز والسيطرة على منابع النفط في الجنوب تحت ذريعة مشاركة الجيش في هذه الحرب

وقد يقول قائل كيف تحارب امريكا القاعدة وهي صناعتها ؟ فالجواب ان امريكا وكما هو معروف عبر تاريخها انها تتخلى عن عملاءها بعد انجازهم المهام المطلوب منهم وليس لدى الامريكيين اي حرج في ذلك

2-      جعل اليمن البلد البديل للقاعدة عن سوريا ( وفقا لخطة البيت الابيض المعلن عنها قبل عامين ) من خلال استغلال هذه الحرب برفع وتيرة استقدامهم لاسيما وقد بداءو ذلك بالتنسيق بين الاخوان المسلمين في اليمن وحكومة اردوغان وبغطاء امريكي لكن هذه المرة سيكون بحجة مناصرة اخوانهم ضد الجيش اليمني وهذا ما يفسر دعوة الظواهري قبل ايام بإيقاف القتال بين داعش وجبهة النصرة في سوريا لكون اليمن اصبحت اولوية لهذا التنظيم

3-      تزامن عمليات الاغتيالات والاختطافات للدبلوماسيين الاجانب في صنعاء مع هذه الحرب يثير عدة تساؤلات منها هل يعني اعتبار اليمن ميدان جديد لصراع المحاورالدولية تشارك فيه اطراف داخلية ضد اخرى بما يؤدي الى زيادة التدخل من الجميع بعد وضعهم اليمن تحت البند السابع

وفي الاخيرهذه الحرب قد تؤخرتنفيذ مخطط القاعدة القاضي بمواجهة انصار الله بعد اعلانهم إنشاء فصيل من القاعدة لهذه المهمة لكنها لن تؤدي الى عرقلته نهائيا مما يعني ان المشهد القادم سيكون اكثر سخونة من الان  

ولله عاقبة الامور