عُرف عنما كانت تُسمى بالمعارضة في عهد النظام السابق بإنها كانت جزء لا يتجزأ منه كواجهة لحماية وتجميل النظام وعلى رأسها الحاكم السابق، لما كانت تقوم به من أدوار إجرامية ومنحطة ينأى النظام السابق بنفسه من القيام بها بشكل مباشر. وبعد ثورة فبراير ومؤتمر الحوار الوطني مايزال البعض من هذه المعارضة ماضياً في ممارسة نفس الدور القديم متجاهلاً كل المتغيرات على الساحتين المحلية والدولية.
يتجلى الإستمرار في ممارسة هذه العادة من الألعاب (الفهلوانية) فيما أرتكبه أحد كبار قيادات الحزب الوحدوي الناصري في خاتمة المؤتمر من توجيه الإتهام المبطن لإنصار الله في قتل ممثلهم للحوار الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين ويدل هذا الفعل على أن الواقع مايزال يكرر ويجدد نفسه بالجُمعة الجُمعة، والخُطبه الخُطبة. لذا لزم التوضيح بأنه لم نقصد في مقالنا السابق بعنوان (الخاسر والمنتصر من مؤتمر الحوار) الإعتراف بمشروعية مؤتمر الحوار كما ذهب بعض الأصدقاء والزملاء والقراء، بل أردنا بكل تجرد تقديم قائمة سريعة لحساب الربح والخسارة لمن شاركوا في المؤتمر وحسب. أما من حيث النتيجة النهائية للمؤتمر فقد قمنا بالإعلان عن فشله قبل أشهر عندما لاحظنا أنه لم يتقيد بأنظمته ولوائحه الداخلية وفترته الزمنية المقررة. وأقترحنا عقد مؤتمر جديد دون مشاركة (النظام المشترك) السابق ليكتب له النجاح.
وبما أننا لم نقر بمشروعية المبادرة الخليجية حتى قبل صدورها والتي تمخضت عنها فكرة مؤتمر الحوار فكيف لنا من باب أولى الإعتراف بمؤتمر الحوار الذي كنا نرجوا له رغم ذلك، النجاح طالما وقد أشتركت فيه مكونات وطنية معروفة مثل حركة (أنصار الله) والعديد من المكونات الجنوبية برغم أننا قد عبرنا لهذه المكونات قبل المؤتمر بصريح العبارات عن تحفظنا الشديد على مشاركتها طالما شارك فيه عناصر (النظام المشترك) وطالبناها بالبقاء خارج المؤتمر للحفاظ على فرصة إلتئام وتكوين تحالف وطني عريض يحمل على عاتقه مسيرة الثورة وحركة التغيير.
ومع ذلك أبى البعض إلا أن يشارك في دفع الغُرم لغنائم وحصص قد تم نهبها بالكامل مسبقاً وزاد عليها فضلاً عن النية المبيتة لحرمان أي مكونات جديدة من إقتسام أي غنائم مستقبلية. وهذا بالضبط ماحدث، فما كان من (الفهلوان) القومجي قبل إسدال الستار إلا أن يقوم في اليوم الأخير على خشبة مسرح المؤتمر بتنفيذ عرض الجزء النهائي من سيناريو الإخراج المُعد سلفاً، ولكن لحُسن الحظ كان إخراج في منتهى السذاجة كون المخرج لم يكن على دراية بخبث الممثلين ودمويتهم ولم يكن يعلم أن الأوراق قد تم خلطها فضلاُ عن أنها مكشوفة ومستخدمة سابقاً. لذلك لم يستطع المؤتمر بلوغ أهدافه الحقيقية كما رسمها المخرج وأنتهت المسرحية مبتسرة، ليتولى تنفيذ مخرجاتها الأجيال القادمة كما أعترف المبعوث الدولي بن عمر في خطابه الختامي.
إذن من أراد الغنيمة الحقيقية فليعلم بأن موعدها ليس متزامناً مع إصدار مخرجات مؤتمر الحوار الوطني أو بعده بل مع إكمال دفع الغُرم الوطني الكامل من خلال إصطفاف شامل لكل المكونات الوطنية وليست المكونات المناطقية أو الطائفية أو التابعة للنظام المشترك السابق. والحليم تكفيه الإشارة.
المنسق العام لحركة خلاص
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
المزيد في هذا القسم:
- ولى زمن الحروب العالمية ! بقلم : أ . عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت توقفت كافة الحروب العسكرية في أوروبا وأمريكا ودوّل آسيا المتحضرة منذ الحرب العالمية الثانية لدرجة انه لم تقم الحرب حتى بين أمريكا والإتحاد السوفيتي...
- هذا هو المشروع ! بقلم : أ. عبدالباسط الحبيشي المرصاد نت لم يكن حِينَئِذٍ من وجود إلا من القائد الوحدوي الفذ الرئيس علي عبدالله صالح على الساحة اليمنية بأكملها الذي لو أمر اليمنيين عندئذٍ؛ أن أعبرو الصحرا...
- رسالة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه الرمضاني ! بقلم : أ.عبدالباسط الحبيشي* المرصاد نت تُشكل خطابات السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي مدرسة جديدة متعاظمة لإحياء الدين الإسلامي الحنيف وتقدم قراءة جديدة للثقافة الإسلامية ومنهجية القيّم ...
- أطفالهم يفرحون وأطفالنا يموتون ! بقلم : عبدالله الدومري العامري المرصاد نت ستحتفل شعوب العالم العربي والإسلامي بعيد الأضحى المبارك والشعب اليمني ليس له إحتفال ولا زالت طائرات الموت تحلق فوق رؤوسهم ولا زال الشعب اليمن...
- مسيرة شيطانية كتب عبدالباسط الحبيشي ضف إلى ذلك انهم مسيرة قرآنية، لكنهم ابعد مايكون عن القرآن. لا يعرفون ان السلطة تكون لهم سقوطاً إلى قعر جهنم إذا لم يستخدموها بالعدل والحق ولذلك قيل عنها انها ...
- إتفاق الرياض 2019م من استعادة الدولة إلى الوصاية! المرصاد نت بدون اهداء : إلى مرتزقة الكلام الرخيص والرقيع الذين لا يفهمون حتي من التكرار‘ مرتزقة الأجر المدفوع ‘ ممن اعتادوا العيش بالسحت وبدون كرامة شخصية ول...
- وحدة الأمة بهزيمة الكيانات! المرصاد نت هانت الأمة العربية على حكام الكيانات السياسية التي استولد الاستعمار “دولها” في الغالب الأعم، بأفضال النفط والغاز، غالباً، والطائفية والمذهبية، أحيا...
- أمريكا وتدميرُ الشعوب .. مقاومةٌ في وجهِ الاحتلال ! بقلم : جمال الأشول المرصاد نت تحقيقاً للإرادة الصهيونيةِ غَزَت أمريكا “غرينادا ” وضَرَبَتْ (ليبيا) وألقت مئاتِ الأطنان من المتفجّرات والقنابلِ الذكية على ا...
- اليمن “مفترق طرق”! المرصاد نت كلهم لصوص يتاجرون بدماء وقوت ومعيشة المواطن لهم أكثر من أربع سنوات عجاف في حرب عبثية دمويه لهم فيها مكاسب ومغانم كثيرة بينما الشعب يعاني من الدمار ا...
- شهادة لله والتأريخ! المرصاد نت شهادة لله والتأريخ كان لقاء جمعية ابناء ردفان 13 يناير 2006 م ثالث أيام العيد .. كان لقاء مقيل فيه الأستاذ المناضل علي منصر محمد وأعضاء اللجنة المر...