د. ياسين سعيد نعمان
فيما يشبه الاستشعار المسبق لما قد تؤول إليه الأمور ، وخاصة بعد وصول قوات العمالقة في فبراير الماضي إلى حريب بعد استعادة عسيلان وبيحان وعين في محافظة شبوه من أيدي الحوثيين ، يقال أن الإيرانيين طلبوا من الحوثيين أن يتعاملوا بإيجابية مع دعوات السلام ، وأن يتخلوا عن الشطط والتهريج، وأن شروط السلام بالنسبة لهم في هذا الوقت هي أفضل من غيره،.. فالظروف متقلبة ، وما يعتبر اليوم مناسباً قد لا يكون كذلك مستقبلاً.
ولهذا الغرض حمل مندوبهم في مسقط هذا الطلب على وجه السرعة يرافقه وفد من عمان ومستشار في مكتب رئيس الحرس الثوري الإيراني في زيارة وصفت بالعاجلة والسرية في شهر مارس من هذا العام .
في صنعاء انقسم الحوثيون حول هذا الطلب ، وكان المتشددون يصرون على أن إسقاط مأرب هو العنصر الحاسم في المسألة والذي تستكمل معه الظروف المثالية للحديث عن السلام بالنسبة لهم .
ولتأكيد عزمهم على رفض الطلب قامت جماعة المتشددين بأخذ الوفد الى مخازن ضخمة للصواريخ والمسيرات وغيرها من الأسلحة وقالوا للوفد بنزق إن من يملك هذا السلاح لا يذهب إلى السلام ، بل إن السلام هو الذي سيأتي إليه .
قال لهم مستشار الحرس الثوري الأفضل هو أن تذهبوا للسلام وانتم تمتلكون هذا السلاح ، بدلاً من أن تضطروا الى ذلك وقد خسرتموه .
لم يفهموا الرسالة التي تصمنتها ملاحظة المستشار إلا بعد أن دار نقاش طويل بينهم ، ومفادها أنه لا اختيار لكم في أن تذهبوا أو لا تذهبوا ، وإن الذي يمدكم بهذا السلاح هو الذي يقرر الوقت المناسب .
كانت التبدلات في المشهد السياسي اليمني عموماً قد أخذت تبين بوضوح أن ذلك الاستشعار الايراني لم يكن مجرد تخمين بقدر ما كان قراءة مسبقة للتطورات المتسارعة والتي لم يستطع تهريج الحوثيين فهمها أو استيعابها ، وجاء التوافق الوطني في الطرف الآخر من المعادلة بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي ، وقرار عودة جميع مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية إلى عدن تعبيراً عن هذه التطورات بما تضمنه ذلك من رص الصفوف واغلاق منافذ الخلافات التي طالما تسلل منها الحوثي وكانت مصدر " قوته" ، ورافق تلك الهدنة التي وجد فيها الحوثيون فرصة لإعادة قراءة المشهد بناء على طلب إيران .
في الحوار المتواصل بين الحوثيين وحلفائهم الايرانيين بشأن الاستجابة للدعوة الأممية لمشاورات السلام ، راهن الحوثيون على أن هذه التغيرات في المشهد لن تصمد طويلاً، وأصروا على أن التوافق السياسي الوطني في الطرف الآخر مجرد توافق هش لن يدوم طويلاً ، وأنهم يرون أنه لا داعي للاستعجال بقبول السلام .
ويبدو أنهم توصلوا مع حليفهم على حل وسط وهو الانتظار حتى نهاية الهدنة لمعرفة ما الذي ستؤول إليه الأمور ، وأن موقفهم ، كما يقولون ، سيتقرر في ضوء صمود هذا التوافق وتفوقه على كل التحديات الماثلة أمامه في توحيد جبهة قوى معركة استعادة الدولة من عدمه .
ليس هناك من خيار سوى الصمود والنجاح ، أعضاء مجلس النواب من الجنوب والمناطق المحررة فرصتهم أن يذهبوا إلى حاضناتهم الشعبية وبامكان كل واحد منهم أن يستضيف زميل له أو زميلين، وكم سيكون ذلك رائعاً وهم يستعيدون العلاقة والارتباط بدوائرهم في أهم لحظة من لحظات التصدي التي سيكون لها ما بعدها من نتائج .
ذكرت تحديداً مجلس النواب لأن المسألة الأهم في تطورات المشهد هي اعادة بناء الثقة بالناس
المزيد في هذا القسم:
- كورونا ... كشف أوراق اللعبة القذرة! المرصاد نت القصة الكاملة لكورونا.... جذور القصة... يعود اصل قصة كورونا الى قرابة 70 سنة مضت و بالتحديد الى منتصف القرن الميلادي الماضي 1953م عندما تحرش...
- البركان اليمني الهادر ! بقلم : محمد قاضي المرصاد نت تنبأ عملاق السياسية العربية الاستاذ القدير/محمد حسنيين هكيل رحمة الله بداية العدوان على اليمن في مقابلة بقناة سي بي سي المصرية بان اليمن بركان ا...
- الشعوب لا تقهر ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت درسٌ لم يتعلمه ( المهفوف) ولم يحسن الاستفادة من تجارب من سبقه في هذا المنحى وعلى وجه الخصوص تلك التجربه المشابهة لمغامرته المجنونة في اليمن على الرغ...
- اليدومي وياسين ! بقلم : فهمي اليوسفي المرصاد نت من ثوابت السياسة عندما تبدأ التراشقات الإعلامية بين مجاميع تحالفت على تنفيذ مشروعا تأمريا معاديا للقيم الإنسانية والأخلاقية فإن ذلك يعد مؤشرا على فش...
- اليمن أسوار وأسرار ! بقلم : علي جاحز المرصاد نت بعد مرور ثلاث سنوات من العدوان الامريكي السعودي على اليمن هل يجوز أن نقول لازلنا صامدين وثابتين؟ أم أن المفترض أن نقول صرنا اكثر صمودا وثباتا ؟هل ي...
- أغبياء الأقلمة أدعياء في المدنية أغرب الغرائب أن بعض مدعي المدنية يعتقدون -غباء وخواء- بأن إقامة الأقاليم في ظل دولة هشة ومخطوفة كما هو حال الدولة اليمنية سيعني تمكينهم -أي المدنيين- من حكم أ...
- بالمختصر المفيد.. عام الحسم البالستي بامتياز المرصاد نت (نحن أيضاً في مراحل الحسم يجب أن نشد العزم وأن نشحذ الهمم لمواجهة هذا التصعيد ويأتي بإذن الله تعالى تدشين عام الحسم من هنا من محافظة ذمار وإلى بقية...
- نيزك يضرب قاعده عسكريه في العمق السعودي ! بقلم : د :علي الطائفي المرصاد نت كالعاده تظهر علينا وسائل أعلام العدو و أبواقه الرخيصه لتردد على مسامعنا تصريحاتها (الغبيه) و المستهلكه منذ بدء العدوان وتصر على أستمرارها ...
- وهل استدعاء الخارج ضرورة وطنيه أيضا؟ بعد أن وصلوا إلى الحكم باسم رفع المعاناة عن كاهل المواطن اليمني، و برافعة الدفاع عن مصالح الشعب ضد الجرع والفساد و استعادة كرامته، والحفاظ على السيادة الوطنية، ...
- وعاد الربيع !! المرصاد نت لا أحد يكره الربيع إلا أعداء الحياة ودُعاة الموت والقتل وسفك الدماء من المجرمين والسفاحين وقطاع الطُرق وطواغيت الفناء.. لأن الربيع يُمثل رمزاً لإست...