المرصاد نت - متابعات
قد لا تكون الأخبار الإعلامية التي تتحدث هذه الأيام عن سحب الإمارات جزءا كبيرا من قواتها من اليمن وبالذات من الساحل الغربي بمحافظة الحُــديدة ومن حاضرة الجنوب ”عدن” أخباراً صحيحة تماماً ، ومنها الخبر الذي نقلته وكالة “رويترز” يوم أمس الأول، عن مسئولاً إماراتيا – لم يكشف عن أسمه – قائلاً: (..القرار مرتبط أكثر بوقف إطلاق النار في ميناء الحديدة ضمن الاتفاق مع الحوثيين برعاية الأمم المتحدة”،فهذا التقدم طبيعيا، فالإمارات تدعم جهود الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة، من أجل تمهيد الطريق لإجراء محادثات إنهاء الحرب،فالتقدم الذي حصل في الحديدة سهّلَ الأمر على الإمارات من أجل خفض تواجدها في اليمن، وذلك بهدف تعزيز دفاعاتها في الداخل، بعد هجمات تعرضت لها 4 ناقلات نفط في الساحل الإماراتي ..) .
ونقلت ذات الوكالة عن مصدر دبلوماسي غربي : (..الإمارات سحبت بعض مجموعاتها العسكرية من ميناء عدن الجنوبي ومن الساحل الغربي، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، رغم أنه من غير الواضح عدد القوات الإماراتية الموجودة في اليمن، لكن مصدرا غربيا أكد أن الإمارات سحبت الكثير من قواتها،…).
نقول أن مثل هكذا أخبار قد لا تكون دقيقة تماما ولكن من المؤكد ثمة تحديات أمنية وعسكرية حقيقية تجابه الإمارات بمحيطها بالخليج على خلفية الأزمة الساخنة مع إيران وإطلالة شبح الحرب على المنطقة يضطرها الى إعادة انتشار قواتها، كما أن وتيرة حماسة الإمارات بالتقدّم صوب مدينة الحديدة واقتحامها قد فترت كثيرا خلال الأشهر القليلة الماضية بعد تعثرها العسكري هناك وسبب تزايد للضغوطات الأممية التي تخشى من أزمة كارثة إنسانية أن انتقلت المعارك الى داخل المدينة ومينائها الحيوي جعل ابو ظبي تستغني عن جزءٍ من قواتها بالساحل الغربي.
وبمدينة عدن التي يبدو أنها ”الامارات” قد اطمأنت نوعا ما الى جهوزية القوات العسكرية والأمنية الجنوبية التي تتولى دعمها وتسليحها والإشراف عنها ومنها قوات الحزام الأمني والنخب الأمنية وألوية عسكرية ذات ولاء جنوبي خالص خصوصا في عدن مع استثناء القوات الجنوبية في محافظة شبوة” النخبة الأمنية الشبوانية” التي تخوض هذه الأيام حربا شرسة مع قوات موالية لنائب الرئيس للواء محسن الأحمر المقرّب من حزب الإصلاح” إخوان اليمن”، هذا فضلاً عن صرف الإمارات نظرها بشكل شبه تمام عن التوجه صوب العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن رأت استحالة إسقاطها عسكريا بسبب بأس قوات الحركة الحوثية” أنصار الله” وفشلها أي الإمارات حتى الآن في إيجاد حلفاء موثوق بهم بالشمال، وتخوفها من أن تؤول محافظات الشمال الى سيطرة حزب الإصلاح” ذراع جماعة الإخوان المسلمين باليمن” كما حدث في أجزاء من محافظتَــيّ: مأرب و تعز الشماليتين- وهو الخصم اللدود للإمارات برغم انضواء هذا الحزب تحت مظلة التحالف السعودي الإماراتي بحربه باليمن.
فالإمارات التي تخوض أزمة صامتة مع حليفتها السعودية بسبب ما تعتبره هذه الأخيرة تصرفات إماراتية مريبة بالجنوب قد تستفز هذه التصرفات القوى اليمنية الشريكة مع التحالف وتقدّمُ هذه التصرفات خدمة للحركة الحوثية” أنصار الله”- بحسب التخوف السعودي- .فأنها أي الإمارات بسبب الخيبة التي تعاني منها بالشمال باتت تقترب كثيرا من الأطراف الجنوبية وبالذات الداعية الى استعادة دولة الجنوب السابقة وأبرز هذه الأطراف المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تخوض قواته صراعات مسلحة بين الحين والآخر مع القوات المدعومة سعوديا والمسماة بقوات الجيش الوطني الذي تهيمن عليه حركة الإخوان بقيادة نائب الرئيس اللواء علي محسن الأحمر..
فالصدامات المسلحة العنيفة التي دارت قبل أقل من أسبوع في محافظة شبوة الجنوبية الغنية بالنفط بين قوات الطرفين أوضحتْ بجلاء ليس فقط عن عمق الأزمة بين القوى الجنوبية والسلطة اليمنية المعروفة بالشرعية المدعومة بشكل واضح من الرياض بل عن تصاعد دخان الأزمة الصامتة بين دولتيَّ التحالف : ” السعودية والإمارات” في وقت تحدثت فيه مصادر مطلعة عن إرسال السعودية قوات عسكرية وأسلحة ثقيلة الى عدن، العاصمة الجنوبية التي تتفرد الإمارات بالتحكم بها عسكرياً وأمنياً وتسيطر على أهم منشاتها الحيوية بما فيها المطار والميناء. فثمة أخبار شبه مؤكد تحدثتْ مؤخرا عن وصول قوات عسكرية سعودية الى عدن بعد أن ظلت الرياض تكتفي بقوة رمزية هناك لا تتجاور الثلاثين جندياَ بمحيط المقر الرئاسي وبعد أن ظلت منهمكة بشدة بتعزيز قواتها العسكرية في محافظة المهرة شرق البلاد لتثبت من حضورها العسكري الكبير هناك تطلعا لإيجاد منفذ نفطي على ساحل بحر العرب هروبا من أزمات مضيق هرمز، ناهيك عن انشغالها بحدها الجنوبي المشتعل تحت ضربات القوات الحوثية العنيفة التي وصلت الى العمق الجنوبي السعودي ونالت من منشئات الحيوة كالمطارات والمعسكرات ومحازن النفط.
قرءاة : صلاح السقلدي
المزيد في هذا القسم:
- الامر لم يعد يحتمل امام غطرسة العدوان السعودي المرصاد نت - متابعات السعودية تزداد غيآ وحماقة وتقدم على ارتكاب المجازر تلو المجازر بحرب الابادة الشاملة بقتل اطفال ونساء شعب اليمن باستهداف الاحياء الشعبية و...
- عاجل : الحياة تعود إلى طبيعتها في أرحب بعد سيطرة المواطنين على نقطة تقطع نصبت كميناً لمواط... أفاد مصلدر محلي في مديرية أرحب لـ يمني برس أن الحياة عادت الى طبيعتها في سوق جامعة أرحب بعد تمكن اللجان الشعبية من تطهير العناصر التكفيرية المتقطعة في نقطة جامع...
- اتفاق الرياض.. إضعاف سلطة هادي وتعزيز وصاية التحالف على اليمن! المرصد نت - عامر الدميني تتوجه الأنظار يوم غد الخامس من نوفمبر الجاري إلى العاصمة السعودية "الرياض" التي ستشهد التوقيع على اتفاق بين حكومة هادي والمجلس الانتق...
- مفاوضات ستوكهولم والفشل الذي مُني به تحالف العدوان السعودي ! المرصاد نت - متابعات سياسة النفاق للولايات المتحدة التي ظهرت في محادثات السلام التي عقدت في السويد والتي جذبت انتباه العديد من المراقبين السياسيين خاصة وأن وا...
- الأميركيون في الخطوط الخلفية: معركة الحديدة في انتظار جولات تصعيدية المرصاد نت - رشيد الحداد تتابع الإمارات ومن خلفها التحالف السعودي ومن أمامها ميليشياتها المحلية الحملة العسكرية المتجددة في الحديدة. حملة بات واضحاً أنها تهدف...
- الغارديان:السعودية استخدمت أسلحة بريطانية بغارات انتهكت القانون الإنساني في اليمن! المرصاد نت - متابعات قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة كشفت عن شظايا من أنظمة الصواريخ الموجهة بالليزر بريطانية الصنع في موق...
- واشنطن تدير جبهات الساحل الغربي في اليمن المرصاد نت - لقمان عبدالله بجانب الصراع المتصاعد بين المجموعات المسلحة المتحالفة مع كل من السعودية والإمارات واشتعال جبهات عدة في البلاد يتقدم الدور الأميركي ...
- بالستي على معسكر في نجران... وولد الشيخ «متفائل» المرصاد نت - متابعات عاد الميدان ليتصدّر المشهد بعد مغادرة الوفد الأممي العاصمة صنعاء أول من أمس من دون الإدلاء بتصريحات للصحافيين الذين انتظروا طويلاً نائب ا...
- نقل «المركزي» إلى عدن … نقل للفساد فقط ! المرصاد نت - محمد المحفلي ندرك أن عملية نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن تعد معركة سياسية وجزءاً من معارك العدوان والحرب الدائرة منذ العام 2015 بيد أن هذه ال...
- مساعٍ لتلميع صورة المأساة: الحل لا يزال بعيداً المرصاد نت - لقمان عبد الله انعقد أمس في لندن اجتماع للجنة الرباعية بشأن اليمن خلص إلى التشديد على ضرورة بلورة حل سياسي. موقف يأتي تواصلاً لسلسلة مواقف وتط...