المرصاد نت
فضيحة دولية جديدة وقعت فيها الأمم المتحدة التي يفترض أن تكون الراعية لحقوق الإنسان
و صاحبة الموقف الحاسم تجاه أي انتهاكات للقانون الإنساني ظهرت تلك الفضيحة في الرضوخ لضغوطات السعودية بخصوص إدراج العدوان في القائمة السوداء نتيجة تورطه في قتل الأطفال في اليمن .
لم يكن مستغربا ذلك الرضوخ ، بل كان المستغرب هو إدراج العدوان في القائمة السوداء فالأمم المتحدة منذ بداية العدوان لم تكن أبدا في موقف مشرف تجاه اليمن وتجاه ما يتعرض له اليمن بل كانت دائما تقف أما غطاء للجرائم أو ساكتة عليها ، وهذا يعود لرضوخها لرغبات القوى الاستكبارية على مدى عقود طويلة ليس فيما يخص اليمن وحسب بل في كل القضايا الدولية والاقليمية .
الأمم المتحدة هي كيان دولي يقع تحت سيطرة أمريكا والقوى المتحالفة معها و ليس من المنتظر منها أن تفعل شيئا ايجابيا لا يوافق هوى تلك القوى الإجرامية لذا فلن يكون إدراج اسم العدوان في قائمة سوداء أو حذفه من تلك القائمة شيئا مفيدا بالنسبة لنا كيمنيين بقدر ماهو فقط مؤشر ابتزاز للمملكة ودليل على أزمة فلوس بين الأمم المتحدة والسعودية لا أكثر .
ومن نافلة القول الإشارة إلى أن المال وأزمة المال التي ظهرت في حديث عسيري وفي حديث أكثر من مسؤول سعودي هي لب الحدث وأساس القضية والأمم المتحدة ظهرت في مظهر المرتزق الذي يلبس عباءة الحقوق والقضايا الإنسانية وان كان البعض لا يزال يعول أو يرى أن هذا الكيان الدولي يمكن أن يساهم في حل أي قضية أو مناصرة أي مظلومية في العالم .
لكن المهم هنا هو تسليط الضوء على حقيقة مهمة وخطيرة وهي أن الأمم المتحدة أصبحت كيانا مسلوبا ومسيطراً عليه من قبل أمريكا و حلفها ، ولم تعد مؤسسة دولية نزيهة ولا فاعلة ولا ذات مصداقية وهذا يهدد العالم بفقدان التوازن وينذر باندلاع حروب واشتعال أزمات عالمية كنتيجة طبيعية لذلك المأزق الذي تقع فيه الأمم المتحدة .
وفي كل الأحوال ،فإننا ومن موقعنا الذي يحتم علينا عدم التعويل على مثل هذه المنظمات أن نتعاطى معها بفهم ووعي ومسؤولية دون أن نعتمد عليها ونجعل منها شيئا وازنا في قضايانا ، ولننظر إلى دورها في مشاورات الكويت الجارية مرت أكثر من سبعة أسابيع ولم تستطع الأمم المتحدة فرض أي شيء ليس لأنها لم تجد ما تفرضه بل لأنها غير قادرة على فرض ما ينبغي فرضه .
ولأن الحل المنطقي والمقبول أتى من طرف وفدنا الوطني في الكويت وقفت الأمم المتحدة عاجزة و مبعوثها وقف في موقع المخذول ، ولو كان الوضع في الكويت مقلوبا وجاءت الرؤى والحلول المنطقية والمقبولة من الطرف الآخر لكنا رأينا أمماً متحدة مختلفة ومبعوثا مختلفا و مواقف دولية مختلفة ،نحن أحرجناهم أمام أنفسهم وأمام الشعوب وأمام الاستحقاقات .
فإذا كانوا أمام قضايا سياسية مثل القضية اليمنية وقفوا موقف المخذول فكيف تتوقعون أن يقفوا أمام قضايا إنسانية وأخلاقية مثل قتل الاطفال فمن المعروف أن الأمم المتحدة تجاهلت قتل أطفال فلسطين لعقود و قتل أطفال العراق والصومال وافغانستان وسوريا و ووو الخ بل أنها لا يمكن أن تلتفت لأي قضايا من هذا النوع إذا لم يكن ذلك الالتفات لمصلحة أمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهما .
عموما التقرير الذي نشرته الأمم المتحدة والذي أدرج العدوان السعودي الأمريكي في القائمة السودءا بقتل 60 في المائة من الأطفال في عدوانه على اليمن هو شاهد ودليل ساطع على الجرائم وعلى الفضيحة التي لصقت بالأمم المتحدة سواء حذفت العدوان من القائمة أو لم تحذف فهي كافية لتكون شاهدا أمام التاريخ الإنساني .
المزيد في هذا القسم:
- ثورة اكتوبر تتشح بالسواد في عيدها الثالث والخمسين ! بقلم : صدام عمير المرصاد نت يصادف اليوم الذكرى الثالثه والخمسين لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيده والتي انطلقت شرارتها الاولى من جبال ردفان الشماء تلك الشراره التي...
- (موفنبيك) يجدد صلاحية (الازاحة السكانية ) !! الكمال لله وحدة وكل جهد أنساني يظل عرضة للقصور ، حقيقة و مقولة منطقية الا انها لا تشكل مدخلا مقنعا للقبول بمخرجات حوار / موفنبيك ، ليس تشاؤم مفرط و لكن من معرفة...
- نقاط التفتيش..وكلمة السر ! كتاب المرصاد : انا لا الوم العسكري نفسه الذي يخدم بلده وشعبه من اجل لقمة عيشه وعيش اولاده ومن يعولهم ويسهر ليل نهار في الجبال والهضبات والسهول والوديان لكي...
- كتب عبدالباسط الحبيشي اصوات النشاز .. هل يجددون العدوان والحصار؟ بات الوعي الإصطناعي مع الأسف يهيمن على الأغلبية ويرى بأن ماتقوم به الحركة الحوثية من فرقعات وفقاعات بحرية تعتبر من البطولات اليمنية العربية الخارقة بنفس من رأى ...
- عيد المغترب.. واليمن المحاصر ! بقلم :عبدالغني جغمان المرصاد نت العيد فرحة للمسلمين، يستشعرها من قدم الطاعات تقرباً لله وتوحيداً له، وفرحة المسلم تكبر حين يؤدي العبادات كما يجب أن تؤدى، وأمله بكرم الله كبير بأن ...
- حماية بلا ثمن ! بقلم : حميد دلهام المرصاد نت سابقة خطيرة وغير مسبوقة في الأعراف الدبلوماسية أن يخرج رئيس دولة عظمى - ولثلاث مرات متتالية - بخطابه المهين لملك دولة حليفه وتربط دولتيهما علاقة اس...
- "دين أم صفات " التي يديرون حربهم بها على اليمن! بقلم : علي حسين علي حميدالدين . المرصاد نت هل الاسلام يأمر بحرب المسلم للمسلم وفي العشر الحرم من ذي الحجة موسم الحج واجتماع المسلمين . الحج رمز توحد الامة العربية والاسلامية فهل مايدفعهم ...
- الورقة الأخطر تهشمت .. بركات الحمدي تصلنا!! المرصاد نت الورقة الأخطر تهشمت !!بركات الحمدي تصلنا !!لاشك ان العدوان كان يعد أحمد علي كبديل إستراتيجي لمواجهة الحوثيين سلمياً ان فشل الخيار العسكري !!لذلك فر...
- كفى ضجيجاً ! بقلم : علي الصنعاني المرصاد نت لماذا كل هذا الضجيج حول رحيل بثينة؟لماذا تفتعلون مشاكل وازمات من امور هامشية "!قضية بثينة ليست في شخصها وانما فيما يصنع التحالف وقد وصلت الرسالة لل...
- في رفض الشراكة الوطنية مع انصار الله !!...... نسأل من هو العنصري؟ في كثير من خطابات زعيم انصار الله وفي كل ادبياتهم السياسية ومن بينها رؤاهم التي قدمت الى الحوار وجدناهم يدعون وباستمرار الى المصالحة والشراكة المواطنيةومع انهم ...